الأملُ قبسٌ أزليّ، يلوح في غياهب الدهر كما يلوحُ البرقُ في الليلة الظلماء، يطرقُ القلوب طرقَ النسيم، فيوقظ فيها عزائمَ واهنة، ويبعث من تحت الرماد جمراً خامداً. هو وعدٌ قديمٌ للنفوس المكدودة، أنّ وراء كلِّ عسرةٍ يُسْرًا، وأنّ في جوف كلِّ ليلٍ فجراً صادقاً. الأملُ كالساقي للظمآن، يمدُّه بجرعة صبرٍ إذا جفّت منابعُ الرجاء، وكالطائرِ المهاجرِ لا يعرفُ القنوط، مهما عانقَه العصفُ والريح. إنّه ميراثُ القلوب الحيّة، وزادُ الأرواح العظيمة، بهِ تُعانقُ المستحيل، وبهِ تشقُّ المراكبُ لججَ الغمرات حتى تبلغَ شطّ الأمان.
الكاتبة إحسان دلاوي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق